السلام عليكم ..
لمتذوِّقي اللغة العربية , انظروا جمال اللغة العربية ..!
كم في كتاب الله من لمحات بلاغية أبهرت الباحثين والمشتغلين بالفصحى وآدابها ومن هذا ما أطلق عليه "واو الثمانية"
وهذه وقفة بيانية جميلة مع واو الثمانية , فهناك دقة متناهية في هذا المبحث لنعلم أن القرآن لوكان صنع بشري لما كان بهذه الدقه التي يتحدى بها كل مشكك ..
(ولو كان من عند غيرالله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
سميت واو الثمانية بهذا الاسم لأنها تأتي بعد ذكر سبعة أشياء مذكورة على نسق واحد من غير عطف ثم يؤتى بالثامن مقرونا بالواو ..!
تقول: محمد عالم ، فاهم ، راسخ ، تقي ، نقي ، زكي ، ورع ، وزاهد ..الخ , وهو أسلوب عربي ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى :
التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر , فقد ذكر سبعة أوصاف ، ثم ذكر الثامن بالواو ..!
ومنه قوله تعالى :
عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن , مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا ..
وملاحظة أخرى : اقتران الواو بلفظ (ثمانية) دون غيرها , مثل قوله تعالى : سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم , فلم يعطف بالواو في "رابعهم" ولا في "سادسهم" بل عطف به في "ثامنهم"' ..!
ومن ذلك قوله تعالى : سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام ..
سبحانك ربي , ما اعظمك ..