السلام عليكم ..
في فبراير من عام 2011 , قامت بوادر ثورة في البحرين لتغيير نظام الحكم , ولو لم يتم اخمادها بسرعة من قبل دول الخليج , فلا احد يستطيع تخيل وضع البحرين الأن ..
الأحداث منذ ذلك التاريخ لم تهدأ بشكل جيد , ورغم كم الأصلاحات والمبادرات التي جرت للتوصل الى قاعدة مشتركة بين الحكومة السنية والمعارضة الشيعية الا انها لم تنجح الى الأن , نظرا للتدخل الأقليمي في الشأن البحريني من قبل انصار الطرفين , الحكومة والمعارضة ..
ولكن قيام حكومة البحرين مؤخرا , بتعليق نشاط جمعية الوفاق المعارضة , وهي حركة شهيرة تحظى بأغلبية في الشارع البحريني ربما ينسف كل الجهود الخيرة للتوصل الى حل في البحرين يضمن لها ولشعبها السلم والسلام , مما دعى كثير من الدول والمنظمات العالمية والمنظمات الحقوقية الى التنديد بهذا القرار ومطالبة البحرين بالعودة عن هذا القرار خشية ان يؤزم هذا الأمر الوضع في البحرين الذي لا يحتاج مزيدا من التأزم ..
وتتهم حركة الوفاق بتلقي الدعم المادي والمعنوي من ايران التي تستخدم كل الأمكانات لاظهار الخلافات بين الطائفة السنية التي تمثل حوالي 30 % من اهل البحرين ومنهم ساسة البلاد والطائفة الشيعية التي تشكل نسبة 70% من سكان البلاد , ومن الواضح أن هذا الأمر هو إحدى الطرق الإيرانية والرسائل غير المباشرة الى الرياض، خاصة على ضوء الأحداث في المنطقة ..
فمن المؤكد ان الجمهورية الاسلامية تنظر الى الأحداث في البحرين كوسيلة للتأثير على موقف المملكة في عدد من القضايا وبالأخص سوريا , وفي رأيي الشخصي ان هذا سيحدث شرخاً أعمق في أحداث المنطقة، وفي حال استمرت الأوضاع على هذا المنوال باشعال نار الطائفية فبرأيي من المتوقع أن تصبح بعض دول الخليج مرشحة لفتنة الطائفية البغيضة ايضا ..
انني ممن يحذر من ان البحرين مهدد بفقدان السيادة،على المدى البعيد , فبالرغم من أن أغلبية سكان البحرين هم من الطائفة الشيعية إلا أنها محاطة بدول سكانها من الطائفة السنية منها الإمارات وقطر و المملكة ، علاوة عن ذلك كله وجود قاعدة للاسطول الأمريكي البحري العسكري الخامس على شواطئ البحرين، ولهذا السبب بالذات من المستبعد حدوث هذا قريبا , ولكن الأحداث الراهنة تحمل طابع استفزازي واضح جدا وعلى البحرين ان تدرك انها ستكون وحدها نظرا لأنشغال دول الجوار بما هو اهم من البحرين ..
الظاهر أن ايران هي المستفيدة تماما من احداث المنطقة كلها , فالخصوم الحاليين لأيران في سوريا والعراق مثل تنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى حتما ستنهزم مما يفتح أبواب نفوذ جديدة للجمهورية الاسلامية ..
على اخواننا المشاركين في الأحداث البحرينية التفكير ملياً ومعرفة من يلعب هنا دور الدمية ومن يلعب دور محرك العاب الدمى , وان يأخذون في الإعتبار ان ايران اصبحت قريبة جدا من لعب دور الشريك مع امريكا لأول مرة ..
