السلام عليكم ..
قصة حقيقية وقعت احداثها في امريكا عام 1884 م اقرئوها بتمعن ففيها عبرة وعظة ..
توقف القطار في إحدى المحطات في مدينة بوسطن الأمريكية وخرج منه زوجان يرتديان ملابس بسيطة , وبخطوات خجلة ووئيدة توجه الزوجان مباشرة إلى مكتب رئيس ” جامعة هارفارد ” ولم يكونا قد حصلا على موعد مسبق قالت مديرة مكتب رئيس الجامعة للزوجين القرويين :
الرئيس مشغول جدا , ولن يستطيع مقابلتكما قريبا ..
ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة :
سوف ننتظره ..!
وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها السكرتيرة تماما على أمل أن يفقدا الأمل والحماس البادي على وجهيهما وينصرفا , ولكن هيهات ، فقد حضر الزوجان – فيما يبدو – لأمر هام جدا ..!
ولكن مع انقضاء الوقت ، وإصرار الزوجين ، بدأ غضب السكرتيرة يتصاعد ، فقررت مقاطعة رئيسها ، ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق لعلهما يرحلان ..
هزالرئيس رأسه غاضبا” وبدت عليه علامات الاستياء ، فمن هم في مركزه لا يجدون وقتا للقاء الناس دون موعد مسبق ..
وافق رئيس جامعة هارفارد على رؤيتهما لبضع دقائق لكي يضطرا للرحيل ..
دخل الزوجان مكتب الرئيس ، قالت له السيدة أنه كان لهما ولد درس في ” هارفارد ” لمدة عام لكنه توفى في حادث ، وبما أنه كان سعيدا” خلال الفترة التي قضاها في هذه الجامعة العريقة ، فقد قررا تقديم تبرع للجامعة لتخليد اسم ابنهما ..
لم يتأثر الرئيس كثيرا لما قالته السيدة ، بل رد بخشونة : ” سيدتي ، لا يمكننا أن نقيم مبنى ونخلد ذكرى كل من درس في ” هارفارد ” ثم توفى ، وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من المباني والنصب التذكارية ..!
هنا ردت السيدة : نحن لا نرغب في وضع تمثال ، بل نريد أن نهب مبنى يحمل اسمه لجامعة ” هارفارد “, لكن هذا الكلام لم يلق أي صدى لدى السيد الرئيس ، فرمق بعينين غاضبتين شكلهما ورد بسخرية :
هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى , لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار ..!!
ساد الصمت لبرهة ، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين ، وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها سيد ستانفورد :
ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل اسم ابننا, فهز الزوج رأسه موافقا ، غادر الزوجان ” ليلند ستانفورد وجين ستانفورد ” وسط ذهول وخيبة الرئيس ، وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة ستنافورد العريقة , احد اشهر الجامعات في العالم ان لم تكن الأشهر والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن يساوي شيئا لرئيس جامعة ” هارفارد ” حينها ..
من المهم دائما أن نسمع ، وإذا سمعنا أن نفهم ونصغي ، وسواء سمعنا أم لا ، فمن المهم أن لا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم ..
ومن المهم أن ” لا نحكم على كتاب أبدا من عنوانه ” ..!!