السلام عليكم ..
كان يا مكان في أحد الاسطبلات العربية جمع من الحمير , وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن , فضعف جسده وتهدّلت أذناه وكاد جسده يقع على الارض من الوهن فأدرك الحمار الأب ان وضع ابنه يتدهور كل يوم وأراد أن يفهم منه سبب ذلك , فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد تدهورا ..
فقال له : ما بك يا بني , لقد احضرت لك افضل انواع الشعير وأنت لاتزال رافضا ان تأكل , أخبرني ما بك ..؟
رفع الحمار الأبن رأسه وخاطب والده قائلا : نعم يا أبي انهم البشر ..!
دُهش الأب الحمار وقال لأبنه الصغير: وما بهم البشر يا بني يا حماري الصغير ..؟
فقال له: انهم يسخرون منّا نحن معشر الحمير..
فقال الأب وكيف ذلك ..؟
قال الأبن: ألم ترهم كلما قام احدهم بفعل مشين , يقولون له يا حمار, أنحن حقا كذلك ؟
وكلما قام أحد ابنائهم برذيلة يقولون له يا حمار , يصفون أغبياءهم بالحمير, ونحن لسنا كذلك يا أبي , اننا نعمل دون كلل أو ملل ونفهم وندرك ولنا مشاعر ..!
عندها ارتبك الحمار الأب ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة ولكن سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويسرة , ثم بدأ يحاور ابنه محاولا اقناعه حسب منطق الحمير..
قال الحمار الحكيم : انظر يا بني انهم معشر خلقهم الله وفضّلهم على سائر المخلوقات , لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا قبل أن يتوجهو لنا نحن معشرالحمير بالاساءة ..!
فانظر مثلا , هل رأيت حمارا في عمرك يسرق مال أخيه ..
هل رأيت حمارا ينهب طعام اخيه الحمار..!
هل رأيت حمار يشتكي على أحد من أبناء جنسه ..!
هل رأيت حمار يشتم أخيه الحمار أو أحد أبنائه ..!
هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده ..!
هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي ..!
هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان يخططون لقتل الحمير العرب , من أجل الحصول على الشعير..!!
بل , هل سمعت حمارا داعشيا يفجر نفسه في الأبرياء ..!
طبعا لم تسمع بهذه الجرائم الإنسانية , اذن أطلب منك أن تحّكم عقلك الحميري وأطلب منك أن ترفع رأسي عاليا وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار واتركهم يقولون ما يشاؤون ..
فيكفينا فخرا أننا حمير لانقتل ولا نسرق ولا نغتاب ولا نسّب ولا نلعن ..
أعجبت هذه الكلمات الحمار الأبن فقام يلتهم الشعير وهو يقول :
نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي ..!!!