السلام عليكم ..
يدور الحديث كثيرا وفي كل مكان عن " العقيدة " , ويدور حولها الكثير من النقاش والأراء ..
العقيدة لغوياً مأخوذة من الفعل عَقَدَ، أي ربط وأوثق العقد بقوة، ولها مرادفاتٌ مثل : التوحيد، والإيمان، والسنة النبوية الشريفة..
أما اصطلاحاً فعرفت العقيدة بشكلٍ عام على أنها : ما يعقد الإنسان عليه قلبه عقداً محكماً لا شكّ فيه ..
أما العقيدة الإسلامية بشكلٍ خاص فهي : الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره ..
ولهذا فإن للعقيدة الإسلامية أهمية كبيرة في حياة الإنسان المسلم ينبغي عليه معرفتها والتأكد منها بشكل لا لبس فيه ولا ذرة شك لأن قبول الأعمال كلها صغيرها وكبيرها عند الله مرتبط بعامل العقيدة عند العبد، وكمال العمل من كمال العقيدة ، فأي خلل في العقيدة يلغي العمل ، وينقصه عن كماله المستحب بل ان الفوز في الآخرة متوقفٌ على نسبة وصحة العقيدة، وهذا ما يأخذنا إلى وجوب تعلم العقيدة الإسلامية بشكلها الصحيح ..
قال نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: إن الله حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ..
إذن العقيدة توضح وتحدد العلاقة بين العبد وربه، معرفة، وتوحيداً، وعبادةً، وهذا لا يكون إلا بالخوف منه، والشعور بمراقبته، واستحضار عظمته، والتقوي بقربه، والتوبة إليه وطلب الغفران منه، وهذا أقل واجبٍ تجاه ربنا جل جلاله، الذي خلقنا في أتم صورة، ورزقنا في البر والبحر، وحفظنا ورعانا ..
الخلاصة مما سبق: تشير إلى أن القاعدة الأولى للإسلام هي العقيدة، ولهذا يتوجب معرفتها وتطبيقها بالشكل الصحيح ..
قال تعالى في سورة الكهف: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ..
وقال تعالى في سورة الزمر: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ..
وجاء رسولنا الكريم لتوضيح ما حملته الآيات من معاني، وبقي مدة ثلاث عشرة سنة، لا يدعو الى شيء سوى التوحيد والإيمان بالله تعالى وهما اصل العقيدة ..
