السلام عليكم ..
تحول البوركيني هذا الصيف لموضوع جدل واسع في اوربا وامريكا وغيرهما من البلدان ، بعد قرار بلديات فرنسية بمنعه على شواطئها، بحجة أنه رمز ديني ..
والبوركيني هو لباس بحر نسائي ساتر، يتيح للمرأة السباحة مع تغطية كافة جسمها باستثناء الوجه والكفين والقدمين، ويتألف من ثلاث قطع : قميص وسروال وغطاء للرأس وهو لباس شائع بين المسلمات أثناء ارتيادهن الشواطئ ..
شهد البوركيني إقبالا منقطع النظير، وصارت النساء يرتدينه على الشاطئ وفي المسبح، وصارت له محلات في أوروبا ومواقع متخصصة لتسويقه على شبكة الإنترنت ..
أما من الناحية اللغوية، فكلمة البوركيني مكونة من جذعين أولهما "بور" وهي اختصار للبرقع، وهي كلمة متداولة في أوروبا وتعني النقاب الذي يُغطي الوجه كاملا, أما الجذع الثاني فهو "كيني" مأخوذة من "البكيني" لباس البحر المعروف ..
ظلت معارضة ارتداء "البوركيني" منذ ظهوره عام 2003 مقتصرا على قوى أقصى اليمين المعروفة بمعاداتها للأجانب والمسلمين خصوصا، حيث اعتبرته مظهرا لـ"أسلمة" المجتمعات الأوروبية، مثلما تنظر هذه القوى إلى الحجاب والنقاب والمآذن ومحلات اللحم الحلال , ولكن بحلول صيف 2016، تحول "البوركيني" إلى موضوع سجال حاد تفجّر في فرنسا وطال عدة بلدان أوروبية عندما قامت الشرطة الفرنسية بالقوة من اجبار سيدة مسلمة من خلع البوركيني على الشاطي بحجة انه ممنوع , ومن هنا بدأ الجدل بين المؤيدين والمعارضين ولكل وجهة نظر ..
ومن الناحية القانونية، يتعذر حظر "البوركيني" بسبب الجدل الحاصل حول ما إذا كان لباسا دينيا، وحتى لو كان لباسا دينيا فإن حظره غير وارد كذلك، لأنه في أقصى حالاته سيكون شبيها بالحجاب الذي لا تمنعه التشريعات في الفضاءات العامة , كما أن حظر "البوركيني" يتطلب سن قانون جديد، ففي السابق حاول أنصار المنع تسويق فكرة أنَّ "البوركيني" غير مطابق لشروط الصحة العامة في المسابح، لكنهم اصطدموا بحقيقة أن براءة اختراع البذلة والترخيص للماركة المسجلة (بوركيني) نصتا معا على مطابقته للشروط الصحية في المسابح العمومية ..
وفضلا عن الجدل القانوني، فإن السير في طريق تشريع قانون يحظر هذا اللباس سيُعزز موقع اليمين المتطرف، وهو ما لا ترغب فيه القوى السياسية الأخرى ..